Assistive Technology for Educating Twice-Exceptionality
أصبحت التكنولوجيا جزء رئيسي من حياتنا اليومية ولم تعد من كماليات الحياة كما في السابق. الإنفجار التكنولوجي أصبح العامل الأول في تغيير المجتمعات الإنسانية. ومن هذا المنطلق، ينبغي على المنظمات التعليمية أن تركز برامجها على تعليم مهارات القرن الحادي والعشرون لتلبية احتياجات سوق العمل المحكومة بالتكنولوجيا المتقدمة والمعقدة. لتحقيق ذلك الهدف، ينبغي على المنظمات التعليمية أن تزيد من قدرة الطلبة على التكيف مع جديد التكنولوجيا، وذلك بالتركيز على تدريس مهارات التفكير النقدي، حل المشكلات، والعمل الجماعي. في المقابل، باستطاعة العاملين في قطاع التعليم أن يطوعوا تلك التكنولوجيا لتمكين الطلبة في حل مشكلات مجتمعاتهم، فهم ظاهرة علمية معينة، تعزيز الإبداع والإختراع، والحصول على كمية هائلة من المعلومات عن موضوع معين وبوقت قصير.
في الحقيقة، تستطيع التكنولوجيا أن تكون مفتاح النجاح لكثير من طلاب ثنائي الموهبة والاعاقة، وذلك بالتركيز على جوانب الموهبة عوضاً عن جوانب الإعاقة. هناك العديد من فوائد استخدام تطبيقات تكنولوجيا التعليم في تعليم الطلبة من ذوي ثنائية الموهبة والإعاقة، ومنها: التأكيد على استقلالية التعلم، الحصول على التغذية الراجعة الفورية، تنمية مهارة البحث والإستكشاف، سرعة تبادل الخبرات والأفكار من خلال إحدى تطبيقات العالم الافتراضي.
قانون IDEA 2004 الأمريكي يعرف التكنولوجيا المساعدة كالتالي: أي جهاز أو آداة أو نظام حاسوبي سواء كان تجاريا أو معدل أو مُصنع يستخدمه الطالب من أجل زيادة وتحسين قدراته الأكاديمية والإجتماعية والسلوكية والتواصلية. لتحقيق أفضل الممارسات التعليمية المبنية على التكنولوجيا، ينبغي على التربويين مراعاة العوامل التالية: (1) تحقيق التفاعل المتبادل والتحفيز، (2) المحتوى الثري والتصميم ذو الجودة العالية، (3) توافق التكنولوجيا المستخدمة مع قدرات الطالب الحالية، (4) وسرعة التكنولوجيا المستخدمة وتنوعها في تقديم مستويات مختلفة من التفكير والتحديات. الاتجاه الحديث والمتطور بخصوص تعليم الطلاب وخاصة من ذوي ثنائي الموهبة والاعاقة يتجه نحو ثلاث مجالات تكنولوجية مهمة.
أولا، تطبيقات الاجهزة اللوحية وهي تلك التطبيقات التعليمية المتاحة على منصات آبل وأندرويد، والتي تهدف إلى مساعدة الطلاب على تحسين مستوياتهم في شتى المجالات، ونستعرض منها على سبيل المثال لا الحصر: تطبيق (iCommunicate) والذي يهدف الى تحسين مهارات التواصل لدى الطلاب ذوي التوحد والموهبة، وتطبيق (MindMeister) والذي يساعد الطلاب من ذوي ثنائي الموهبة والاعاقة على تبادل الافكار والاختراعات.
ثانيا: المنصات التعليمية التي تحتوي على العديد من مصادر المعرفة والدروس ومقاطع الفيديو التي تشرح الكثير من المواضيع الدراسية والعلمية بأسلوب ميسر وقصير. وتمتاز هذه المنصات بدعمها للغة العربية وبمجانيتها وإهتمام الحكومات العربية بها، مثل: منصة "ندرس"، منصة "رواق"، منصة "مهارة"، منصة "إدراك"، ومنصة "نفهم".
ثالثا: تطبيقات الواقع الافتراضي والتي تمثل مستقبل تكنولوجيا التعليم. تتطلب الممارسة العملية والتدريس على أرض الواقع الكثير من العوامل التي يصعب توفرها في منظماتنا التعليمية إحياناً. على سبيل المثال، ضمان أعلى درجات السلامة للطلاب، عقد الشراكات مع المنظمات التجارية لإستخدام مواقعهم، والترحال لزيارة المتاحف والمواقع الأثرية من أجل الاستكشاف والتعلم. تستطيع تكنولوجيا الواقع الافتراضي تجاوز تلك المعضلة بعرض الواقع للطالب كما هو وتسمح له بالتفاعل معه. على سبيل المثال، يستطيع الطالب أن يكتشف كيف تتفاعل المواد الكيميائية بدون أن يتعرض للأذى، وذلك بوضع نظارة ثلاثية الابعاد على عينيه والتفاعل المباشر مع العناصر الكيميائية وكأنه في معمل حقيقي.
ينبغي على العاملين في منظمات التعليم مراعاة النقاط التالية عند استخدام التكنولوجيا: (1) مراعاة السياسات التعليمية الصادرة من وزارة التعليم فيما يتعلق بتنظيم عملية استخدام التكنولوجيا في التعليم، (2) الحصول على التمويل الكافي لتطبيق تكنولوجيا متطورة، (3) مناسبة التكنولوجيا المساعدة لعمر وقدرات الطالب الموهوب من ذوي الإعاقة، (4) الاطلاع والتدريب المستمر على جديد التكنولوجيا في التعليم، (5) طلب المساعدة من المتخصصين في التكنولوجيا عند الحاجة، (6) عمل خطة ممنهجة لعملية تطبيق التكنولوجيا المساعدة داخل الفصل، (7) التقييم المستمر لمدى استفادة الطلاب ذو ثنائية الموهبة والإعاقة من التطبيقات التكنولوجية المستخدمة داخل المدرسة، (8) وربط التكنولوجيا المساعدة بأهداف المنهج الدراسي.
د.مشعل الرفاعي
|